تليفون: (+20) 01110005203

حكاية رزق “قصة حقيقية”

 

حكاية رزق

كانت احد صفحات مذكراتي، وقصة لم انساها في حياتي
كانت احد ايام شهر يوليو عام 2013م وكنا نمر بأزمة ماليه داخل اتحاد الإذاعة والتلفزيون كباقي أرجاء البلاد وكادت تتعطل بعض امور العمل، وقد لاحت في الافق بداية تصحيح مسار وجيشنا العظيم بين الميادين، وفي خطوة اعانني الله عليها وبدأت بنفسي ورفعت طلبا يتضمن تنازلي عن اجري خلال الدورة الإذاعية الحالية والجديدة فقط. آنذاك.
تم رفع الطلب الي رئيس القطاع آنذاك استاذ عبد الرحمن رشاد، لم تمر أيام وارسل في طلبي وقبوله واسند لي بعض المهام فرسميا لن اتقاضي عليها أجر، كلفت بمهام هندسية ومما اذكرة لقائي الاول بالمهندس امجد بليغ رحمة الله تلك المقابلة التي تاخرت ثلاث سنوات من تعاملي معه علي حل مشاكل إرسال اذاعة الاغاني والتغلب عليها بصورة او باخري، علي مدار تلك الفترة جمعتني به اتصالات تليفونيه فقط ولم نلتقي خلال الفترة الاولي وجها لوجه قط.
 
في احد الأيام طلبني استاذ عبد الرحمن لعقد اجتماع هندسي خاص بالارسال دون معرفة تفاصيل، وعند جلوسي علي طاولة الاجتماعات مع شخص لم اعرفة لعدت لحظات، بدا استاذ عبد الرحمن في الحوار قائلا
“عيزين حلول لمشاكل الارسال وعايزين تعاون”
فتحدث هذا الشخص قائلا “عندكم في القطاع (الإذاعة) ولد اشتغلت معاه وشاطر جدا، الصراحة قرفني وزهقني لحد ما ظبطنا ارسال إذاعة الاغاني بس النتيجة مفرحة ودي كانت اصعب حاجة واتمني يشتغل معايا في باقي القطاع”
فكان رد استاذ عبد الرحمن بشغف قائلا “هو مين ده”
فاجاب هذا الشخص  “اسمة سيد عبد العزيز هو لحوح في الشغل ويزهقك ويخليك تشتغل بس شاطر”
واذا تنتاب استاذ عبد الرحمن حالة من الضحك وهو يقول انا نسيت اعرفكم ببعض يا سيد ده مهندس امجد بليغ مدير محطة ارسال المقطم وده يا باشمهندس سيد عبد العزيز بتاع اذاعة الاغاني وتحل لحظات صمت وتنتشر حالة الضحك بيننا جميعا من جديد، ليقطعها استاذ عبد الرحمن
قائلا “عايز شغل سريع وربنا يوفقكم”.
وكان هناك اهتمام كبير وملحوظة بهذا التكليف فكانت سيادة الوزير تتابع معنا سير العمل وتمر بشكل مفاجئ علي الاستوديوهات وممرات الإذاعة. وتصتحبنا معها متساله ونحن نجيب.
 
ولكن:: ما هو السبب الذي اوصلني الي هذه المكانه؟
ببساطه كان سبب هذا خطوة قدمتها دون تحسب او خوف فكان عملي يحتاجها وأجري فيها توكلت علي ربي فأصبحت لحظة ميلادي الثانية داخل قطاع الاذاعة بفضل الله قد ينساها البعض او يتجاهلها الاخر او ينكرها، ولكنها لحظات سجها التاريخ وسجلت في سجلات لن يستطع محوها البشر.
رغم سؤال البعض من الاداريين آنذاك انت ليه بتشتغل من غير فلوس؟ وهجومت كثيرا علي هذا الفعل وسالني احدهم وانت بكدا هتاخد ايه؟،
كانت تساؤلات متكررة ونظرات ليست بعابرة ولكن ردي كان واحد وبكل بساطة شغلي هيكون سبب رزق لناس كتير شغلها مترتب علي شغلي والعجلة لازم تدور “ومن يتقي الله يجعل له مخرجا ويرزقة من حيث لا يحتسب”.
 
وفي نوفمبر عام 2015م حصلت على خطاب شكر من رئاسة قطاع الهندسة الاذاعية، الذي اصبح م.امجد بليغ رئيسة آنذاك، وكان نجاحي في تلك التجربة بداية لتكليفي بالعديد من المهام فيما بعد وخطوة علي طريق الكفاح والنجاح، فكنت ذات يوم في صغري قدمت عشرة جنيهات لمن احتاجها فعوضني الله عنها بمائة جنية وتعلمت منها ان من يعطي لله سيعطية ربة من فضله، تلك الاجر الذي تنازلت عنه والذي حددته بمده كان دخلي الوحيد ولكن ربي كان يرزقني حقا من حيث لا احتسب، فخلال تلك المدة كان رزقي يصلني ولا ادري كيف تدبر الامور لهذا.
 
فوالله العظيم حق من قال الحسنة بعشر امثالها فلا تترددوا ان تفعلوا الخير دون ان تحسبوا وتعدوا له حسابات البشر فمن خلقنا لا يحسبها بحسابتنا.
واخيرا ادعوا بالخير لكل من ذكر في هذه الحكاية، وادعو بالرحمة والمغفرة لاستاذي واخي الاكبر رحمة الله م.امجد بليغ رئيس قطاع الهندسة الاذاعية سابقا، والامين العام للهيئة الوطنية للاعلام حين رحيله.
 
 
 
 

الاقسام المؤلفات الروائية شخصيات في مذكراتي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.