منذ طفولتي ونشأتي ضمن جيل جديد يتم تربيته ونشأته علي الثقافة والوعي والانتماء وحتي لقاءنا وحصولي علي جوائز عده، كنا لا نعرفها بأي مسمي سياسي، بل كانت بكل بساطة “ماما سوزان” بس كدا…
“سيد انت هتشارك في مسابقة ماما سوزان السنة دي، والمطلوب بحث عن شبة جزيرة سيناء”، كانت تلك العبارة بداية رحلة بحث طويلة، شملت أكبر مكتبات مصر العامة والتابعة لدور رعاية والمتنقلة والصيفية ولجهات أخري.
كنت طفل في ربيعي الخامس عشر في حقبه التسعينات، لم تكن الإمكانيات المتاحة لدينا كبيرة في تصوير المراجع أو المصادر المطلوبة، بل كنت اكتب ما اريد الاستعانة به من معلومات بخط يدي، اي كنا مدربين علي كيفية البحث عن المصدر أو المرجع وتحديده واستخراجه، واستخلاص المعلومة وهضمها واختصارها واستخدامها في مكانها وأحداثها وتسلسلها في حينها بدون برمجيات، ثم إعادة التنسيق يدوياً في شكله النهائي والتقدم للمسابقات.
خلال مهرجانات القراءة للجميع، كنا نقراء، ونلعب ونرسم ونحضر ندوات، ونزور مراكز علمية وشركات إنتاج للتعرف علي عمليه الإنتاج، ثم حصولي على الجائزة واللقاء.
هكذا كنا نربي أجيال تحب هذا الوطن، الذي أنفق وربي وعلم دون مقابل، وكنا نخرج للمجتمع، أجيال قادرة علي تحمل المسؤولية والقيادة واتخاذ القرارات.
كان عمري ٢٢ عاماً ولم استغل يوماً معرفتي فيما بعد بأمي وأستاذي الثانية فايده كامل، أو زوجها سيادة وزير الداخلية السابق النبوي إسماعيل، وكنت معتاد علي لقاء الوزراء ورؤساء الأحزاب والشخصيات العامة ولا أجد صعوبة في ذلك، ولكن كنت أري أن في هذا الحقبة كان يتم التفرقة بين المسؤولين القادرين وغيرهم، وعلي مبدأ الكفاءة وخصوصاً في الإعلام.
اقرأوا في تاريخ المسؤولين قبل توليهم
فلا انخدع حالياً بمن يشيع أنه كان مذيع الرئاسة وانه كان مدللا ويتم تقديره، وعلاقاته الواسعة بالداخلية ودعمها له، وهو في حقيقة الأمر، تم تجنبه لمستشار ب عام ٢٠٠٩م لكثرة عبثة وسوء كفاءته وتعمد التخريب والشك في أمانته ونزاهته، ثم استغلاله الفوضي التى ضربت البلاد في ٢٠١١م واغتصاب ترقية لا يستحقها تحت التهديد، واتهامه في عدة قضايا بالنيابة الإدارية، واتهامه في أموال عامة عده استولي عليها تحت مسميات خبيثة بدون وجه حق من الدولة، ثم التصالح فيها وردها، فاقد الأمانة اؤتمن علي ثقافة ووعي وضمير وتربية وبث رسالة مسموعة لأمه كامله، ويتولي حالياً رئيس قطاع !!!!!!ثم أحاسب أنا علي مواجهته وغيرتي علي المال العام.
لذا نشأت لا اخشي سوي من خلقني في الحق، واحترم أصحاب الضمير الحي والمبادئ الصادقة لهذا الوطن فقط، وقادر علي مواجهة أي شر خبيث يسلط علي بلادنا الغالية.
تحيا مصر