24سبتمبر
الجزء الأول….
في غضون عام 2016، تم ترشيحي للمساهمة بدون اجر في اذاعة “ماسبيرو”، بجانب عملي في اذاعة “الاغاني” من رئيسة الاذاعة آنذاك الاذاعية “نادية مبروك”، ومن مديرة اذاعة الاغاني “سونيا محمود”، وشخصيات اذاعية اخري، وبعد ان اثبت جدارة في اذاعة الاغاني منذ 2006م، واذاعة شعبي اف ام التى شاركت في انشائها عام 2014/2015م، وسابقة اعمالي الهندسية في معالجة التراث والجودة الخ….
تم ترشيح اسمي وتقديمي حينها للمخرج “محمد لطفي” بصفتة المسئول عن اذاعة “ماسبيرو”، ولم اجد منه حينها سوي كل ترحاب وسمع طيب عن اعمالي وكان اللقاء الاول…
كنت أحد العناصر النشطة في إذاعة الاغاني، حيث كان عملي كاعداد وتنفيذ وتسجيل للمحتوي، بالإضافة إلي إصدار البيانات الصحفيه وتنويهات البرامج والمحتوي الرقمي والسوشيال، ومن برامجي “برنامج ذكرياتي مع النجم سمير صبري” رحمة الله عليه، وبرنامج “نجمك نجمي” مع الزميلة ناهد شلقامي، وبرنامج “اغاني حياتي” مع الزميلة منال الخولي، وبرنامج “ساعة طرب مع نجوم العرب” مع الزميلة مها رستم، وبرنامج “دوزان” مع الاذاعية ماجدة سليمان رحمة الله عليها، بالإضافة للفترات المفتوحة على الهواء التى كانت تقدمها مديرة اذاعة الاغاني آنذاك سونيا محمود وكبار المذيعين في المحطة في مقدمتهم الاذاعي طارق مصطفي والاذاعي ابراهيم حفني أحد العلامات البارزة في اذاعة الاغاني والذي لا ينكر دورة فيها، وايضا كنت اشارك في التسجيلات الخارجية ونقل الحفلات المباشرة، واقدم مقترحات لتطوير آليات العمل في المحطة.
تم انضمامي الي اذاعة “ماسبيرو” ودمجي في بيئة العمل، ولكن كنت أري من وجهة نظري أنها تحتاج الى امكانيات واهتمام أكثر، فلم تكن موجة البث (الإرسال) على الوجه الافضل، وهناك نسبة كبيرة من فريق العمل غير مؤهل، ويحتاج الى التدريب لفترات طويلة وانضباط الأداء، وذلك كونهم اداريين في الاساس، وهذا العمل يحتاج الى موهبة صادقة وخبره بالمجال وثقافة اذاعية في المقام الاول، وهذا يتطلب سنوات من البحث والتجول بين اشرطة الاذاعة وكيفية تتبع محتوي وخلفية كبيرة عن طبيعة العمل الاذاعي منذ الثلاثينات وطرق حفظ المحتوي قديمًا وحديثا والتعامل معه، ثم التطورات التى جدت علي مدار العقود السابقة الخ…
اما عن العمل، فالمحطة فكرتها مبنية على التراث، وهذا النوع من الاعمال يحتاج تعامل خاص جدا، وايضا أمانة وحماية خاصة جدا جدا للمحتوي، وتأمين من نوع خاص لم يتوفر، فتنبأت بفشل التجربة عاجلا ام اجلا، ووجدت نفسي امام فريق عمل غير صالح بنسبة 80% ولأسباب، وبيئة فنيا وفعليا غير مؤهله للنجاح، وادارية فالبعض في رحلة البحث عن منصب في مكان جديد ينشأ….
ومن ناحية أخري، وجدت نفسي أمام محتوي يفرض علي انتمائي للمكان وامانتي امام الله، ان لا احركة من مكانة حمايتا له، وأن اظل أحد الصناديق السوداء الامينة عليه بما أعرفة، وما لمسته بيدي من توثيق لتاريخ أمه، فقررت الانسحاب شىء فشيء…
إذاعة البرنامج العام.
يونية عام ٢٠١٧، طلبت نقلي رسميا من إذاعة الاغاني الي إذاعة البرنامج العام، واستمر عملي في الاذاعتين معا، من شهر يونيو ٢٠١٧م وحتي ديسمبر من نفس العام، إلي أن تفرغت تماما لعملي في إذاعة البرنامج العام، بعد تدخل من رئيسة الإذاعة آنذاك ا.نادية مبروك، وقد اخطرتها بأنني أقوم بأعمال مضاعفة، وعددهم ٦ برامج في إذاعة الاغاني بالإضافة الي عملي الجديد في البرنامج العام بعدد ٤ برامج، اي أنني أنتج أسبوعيا عشرة برامج مدة كل منهم ٥٥ دقيقة، الامر الذي لا يقوم به عنتيل اذاعي مخضرم.
وانني اتقاضي اجري على 10% فقط من هذه الاعمال وبشكل رمزي، الأمر الذي لا يساهم في استمرار إنسان علي قيد الحياة كريماً، ولكنني اعمل حبا في عملي وقد أنفق عليه، وان هذا يمثل خطورة علي صحتي وإرهاق كبير لمدة ٦ أشهر متواصله، بالإضافة الي ضغوط إدارية اخري، فتدخلت مشكورة بوقف برامجي في إذاعة الاغاني، والتفرغ الي عملي في إذاعة البرنامج العام، وطلبت إدارة اذاعة الاغاني رجوعي أكثر من مره، والعدول عن قرار نقلي، ولكنني قررت خوض التجربة.
اكتوبر ٢٠١٧م، آنذاك بدأت عيني تري وجوها أخري وعالم آخر، خلف كواليس عديدة، فكنت أري كبار الاذاعيين، قيمة وقامة وتوجيه وأخلاق تدرس، وأجيال جديدة تبحث عن الفرصة وتمتلك القدرات، ونسبة قليله لا تمتلك المهارات ثقافيا وفكريا ودورهم في المشهد لا يتعدي مؤدي وموظف روتيني مدعوم بالوساطة، وفئة أخري أقل نسبياً تملك أسلوب تخطيط وتدبير متطور، وتعمل من أجل المادة والمكاسب الشخصية وتسعي وراء المنصب لتأمينها، وفئة تحاربك دون هدف أو جدوي، وفئة اخيرة هي ما نطلق عليها عبد المأمورة، ولكن كانت موازين القيم متعادلة، فلا تجد من يطغي أو يسيطر أو يسود، فالقانون والانضباط سائد.
كنت اري السلبيات والايجابيات، الثواب والعقاب، كنت أشعر بمهمتي بدقة عالية، بضمير يراقب ويحاسب، ضمير مُراقب من الله قبل البشر….
أنتظروا تجربتي في البرنامج العام كاملة في صفحات قادمة.